Loading ...

الدعوة إلى المحكمات أهميتها ووسائلها


إعداد الفريق العلمي لبرنامج محكمات

بسم الله الرحمن الرحيم      


مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى خلق آدم وبنيه لغاية عظيمة، ومهمة جليلة، فجعل الإنسان هو الخليفة في البسيطة، ليعمر الأرض بشريعته، ويعمر النفوس بطاعته، وكان أعظم من أدى تلك المهمة هم الأنبياء والمرسلون، فأقاموا دين الله وعمروا الأرض والنفوس بالوحي والهدى، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل تحقيق ذلك. وشاء الله أن تُختم تلك السلسلة المباركة بنبينا محمد ﷺ، ليستلم الراية من بعده أمته المباركة التي هي خير الأمم بنص القرآن، قال تعالى: (كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ) ]آل عمران:110[، وما كانت هذه الأمة لتنال تلك الخيرية إلا لثباتها على طريق الإيمان والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قام الدعاة المصلحون من هذه الأمة بهذه المهمة خير قيام، فلا زالوا يدعون الناس إلى الله، وينشرون دينه، ويثبتونه في قلوب الناس حتى يومنا هذا، كل ذلك بتوفيق الله وتسخيره لهم ليكونوا سببا في تحقيق وعد الله بحفظ دينه الذي وإتمام نوره كما قال سبحانه: (وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ) ]الصف:8[.

            وقد قُضي حكم الله في أرضه أنه سيحفظ دينه لا محالة، فلا يقلق المسلم على دين الله، وإنما يقلق على نفسه وعلى نفوس الناس، فإن الدين محفوظ، لكن النفوس غير محفوظة. ولذلك كان من واجب الدعاة والمصلين أن يحافظوا على دين الله في نفوس الناس، وأن ينفوا عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

            وقد جرت سنة الله أن يكون للحق أعداء من أهل الباطل، يحيكون المؤامرات ضده، ويسخرون الجهود لهدمه، ويجلبون بخيلهم ورجلهم ليضلوا الناس عنه، وفي زماننا هذا اشتدت هجمات أهل الباطل التي تركزت على أصول الدين ومحكماته الكبرى، حتى صار كثير من المسلمين في غربة عن كثير من أصول دينه، ومن تأمل في واقع كثير من بلدان العالم الإسلامي خصوصا ما تعرض منها للاستعمار، يجد ذلك حاضرا في كثير من عامة أهل الإسلام، واليوم مع الانفتاح العالمي تتسع الرقعة وتشتد الموجة وتصل إلى بلاد التوحيد التي طالما وقفت صدا منيعا أمام معاول الهدم، فبدأت عواصف الفتن تعج بكثير من أبنائها، فثابت راسخ، ومهتز مخلخل، ومجتث من جذوره، نسأل الله السلامة والعافية.

وإن المتأمل اليوم في الساحة الفكرية اليوم يلحظ أن كثيرا من المعارك الدائرة فيها انتقلت إلى أصول الدين ومحكماته، فقبل سنوات قليلة كانت تُناقش مسألة الحجاب بشيء من فروعها كوجوب تغطية الوجه والكفين أو استحبابه، أما اليوم فقد انتقلت المعركة في كثير من الساحات إلى إثبات أصل الحجاب نفسه، وقبل سنوات قليلة كان على الداعية أن يثبت للناس صحة حديث حتى يقروا بحكمه ويعملوا به، أما اليوم فهو محتاج قبل ذلك لأن يثبت حجية السنة عند الناس لكثرة ما يسمعون من دعوات أهل الضلال التشكيكية في السنة وحفظها وحامليها.

            وقد جاء هذا المقال ليعرف بأصل عظيم من أصول الدعوة إلى الله، ويلفت الدعاة إلى قضية من أهم القضايا التي ينبغي أن يستحضرها في دعوته، وهي قضية الدعوة إلى المحكمات، والتي إن اعتنى بها الداعية فإنه سيبني دعوته على أصول راسخة وقواعد متينة، فيعظم حينها الأثر ويعم النفع وتعلو كلمة الحق وتنكسر شوكة الباطل بإذن الله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تمهيد: مفهوم المحكمات

أولا/ تعريف المحكمات في اللغة:

تدل مادة "حكم" في اللغة على المنع، وكافة استعمالاتها تدور حول هذا المعنى، قال ابن فارس: "(حكم) الحاء والكاف والميم أصل واحد، وهو المنع. وأول ذلك الحُكم، وهو المنع من الظلم. وسميت حَكَمَة الدابة لأنها تمنعها، يقال حكمت الدابة وأحكمتها. ويقال: حكمت السفيه وأحكمته، إذا أخذت على يديه، والحكمة هذا قياسها، لأنها تمنع من الجهل"([1])

 

ثانيا/ تعريف المحكمات في الاصطلاح:

وردت كلمة "محكمات" في كتاب الله في أوائل سورة آل عمران، قال الله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ) ]آل عمران:7[،

قال ابن كثير: "يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات، هن أم الكتاب، أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس ولهذا قال تعالى: (هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ) أي أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه، (وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ) أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد"([2]).

وقال الشوكاني: "قيل: المحكم: ما كان قائما بنفسه لا يحتاج إلى أن يرجع فيه إلى غيره، والمتشابه: ما يرجع فيه إلى غيره. قال النحاس: وهذا أحسن ما قيل في المحكمات والمتشابهات"([3])

وقال الطبري مبينا وصف المحكمات الذي ورد في الآية: "ثم وصف جل ثناؤه: هؤلاء الآيات المحكمات، بأنهن: (هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ). يعني بذلك: أنهن أصل الكتاب الذي فيه عماد الدين والفرائض والحدود، وسائر ما بالخلق إليه الحاجة من أمر دينهم، وما كلفوا من الفرائض في عاجلهم وآجلهم. وإنما سماهن "أم الكتاب"، لأنهن معظم الكتاب، وموضع مفزع أهله عند الحاجة إليه، وكذلك تفعل العرب، تسمي الجامع معظم الشيء "أما" له. فتسمى راية القوم التي تجمعهم في العساكر: أمهم."([4])

وقد يستشكل بعض الناس وجود آيات محكمات وأخر متشابهات، مع أنه جاء في وصف القرآن: (كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَایَـٰتُهُ)، كما أنه جاء في أوصافه أنه متشابه، كما في قوله تعالى: (ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا مَّثَانِیَ) ، وللإجابة على هذا الإشكال نذكر قول الإمام القرطبي موضحا ومبينا، قال رحمه الله: "وقد قيل: القرآن كله محكم: لقوله تعالى: (كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَایَـٰتُهُ)، وقيل: كله متشابه، لقوله: (كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا)، قلت: وليس هذا من معنى الآية في شي، فإن قوله تعالى: (كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَایَـٰتُهُ) أي في النظم والرصف وأنه حق من عند الله. ومعنى (كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا)، أي يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا. وليس المراد بقوله: "آيات محكمات وأخر متشابهات" هذا المعنى، وإنما المتشابه في هذه الآية من باب الاحتمال والاشتباه، من قوله: (إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ) أي التبس علينا، أي يحتمل أنواعا كثيرة من البقر. والمراد بالمحكم ما في مقابلة هذا، وهو ما لا التباس فيه ولا يحتمل إلا وجها واحدا. وقيل: إن المتشابه ما يحتمل وجوها، ثم إذا ردت الوجوه إلى وجه واحد وأبطل الباقي صار المتشابه محكما. فالمحكم أبدا أصل ترد إليه الفروع، والمتشابه هو الفرع".

ومما سبق من كلام المفسرين نلخص أوصاف المحكم بأنه:

-       أصل يقوم عليه عماد الدين ويرجع إليه عند الاشتباه.

-       معظم الكتاب.

-       واضح الدلالة لا يلتبس على أحد لأنه لا يحتمل إلا وجها واحدا.

-       ضده المتشابه الذي يحتمل أكثر من وجه، وكذلك الفرع الذي ليس أصلا.

وقد عرف د. عابد السفياني المحكم بتعريف يلخص تلك المعاني التي ذكرناها آنفا، فقال في تعريفه : "ما كان أصلا بنفسه، مستغنيا عن غيره، لا يحتاج إلى بيان"([5])، وهو التعريف الذي نعتمده لمعنى المحكمات في مقالنا هذا.

 

 

ثالثا/ أمثلة تطبيقية على المحكمات:

ضرب ترجمان القرآن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- أمثلة لآيات المحكمات، فقال رضي الله عنه: "هي الثلاث الآيات من ههنا: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم)، إلى ثلاث آيات([6])، والتي في بني إسرائيل: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)، إلى آخر الآيات([7])"([8]). وهذه الآيات تضمنت العديد من أصول العقائد والأعمال والأخلاق، كما احتوت على عدد من الشرائع التي تحقق مقاصد الضروريات الكلية التي جاءت الشريعة بحفظها.

ففي حفظ الدين:

-       التوحيد وتحريم الإشراك بالله.

-       اتباع الصراط المستقيم.

-       الحذر من اتباع السبل الخارجة عن الصراط.

وفي حفظ النفس:

-       تحريم قتل النفس بغير حق.

-       تحريم قتل الولد خشية الفقر.

وفي حفظ الأموال:

-       حفظ مال اليتيم والنهي عن أخذه بغير حق.

-       العدل في الإنفاق والنهي عن التبذير.

-       استيفاء الكيل والميزان.

وفي حفظ العرض:

-       تحريم الزنا والقرب منه.

كما اشتملت على أصول الأخلاق وحسن التعامل، وذلك في:

-       بر الوالدين والإحسان إليهما.

-       قول العدل.

-       الوفاء بالعهد.

-       تحريم الكبر.

-       عدم اتباع الحدس والظنون.

والمتأمل في هذه الأمور يجد أنها من المواضيع التي لا يختلف فيها اثنان من أهل الملة، بل لو أنك فحصت النظر فيها، ستجد أنها من الأمور التي جاءت بها كل الشرائع، واتفق على الأمر بها كافة الأنبياء، وقد أشار إلى هذا المعنى ابن عاشور -رحمه الله- فبين مقصد ابن عباس بالتمثيل بتلك الآيات بأن: " المحكم ما لا تختلف فيه الشرائع كتوحيد الله تعالى، وتحريم الفواحش، وذلك ما تضمنته الآيات الثلاث من أواخر سورة الأنعام، والآيات من سورة الإسراء"([9]).([10])

وهذا يؤكد معنى أصولية المحكمات، وأنه لا يمكن لشريعة ربانية أن تقوم إلا على أساسها، وكما اتفقت عليها الشرائع، فإن الفطر السليمة تتفق على قبولها ومدحها. وكذلك لو تأملتها ستجد أن تشريعها واضح لا يحتاج إلى تفسير وبيان، ولا يلتبس على أحد، ويتفق عليه أهل الملة. وبذلك يتضح لنا أمثلة جلية من المحكمات التي جاء بها الوحي. وسنذكر في مضامين البحث العديد من الأمثلة الأخرى التي تقرب الصورة وتوضح المعنى بإذن الله.

 

قاعدة هامة: المعني بتحديد المحكمات في الدين هم أهل العلم به:

            إذ أنهم هم المستوعبون لنصوص القرآن والسنة، المطلعون على علومهما، وكما ذكرنا أن المحكمات هي أصول كلية يُرجع إليها، وبالتالي تحديدها لا يكون إلا لمن هو عالم بالفروع والأصول، أما من يتلقف معلومة من هنا ومعلومة من هنا، فلن يستطيع معرفة الأصل من الفرع، والأهم من المهم. وهذا في كل علم، فعلم الطب لا يعرف أصوله ومحكماته إلا أهله، والمريض الذي يأتي إلى الطبيب فيتلقف شيئا من معلومات علم الطب لن يستطيع أن يقيّم هذه المعلومات، هل هي أصول أم فروع؟ مجمع عليها أم متفق عليها؟ يقينية أم ظنية؟، ولا سبيل له إلى ذلك حتى يتعلم هذا العلم على أصوله.

            وقد يختلف العلماء في بعض المسائل هل هي من المحكمات أم لا؟، ونقول أن ذلك لا يلغي وجود كثيرا من المحكمات التي يجمع عليها العلماء، فجل -إن لم يكن كل- ما ذكرناه في البحث من أمثلة المحكمات لا يختلف عليها العلماء، وكون وجود بعض المسائل تختلف فيها الأنظار فهذا لا يزهد من قضية الدعوة إلى المحكمات إذ أن المتفق عليه أضعاف أضعاف المختلف فيه([11]).

وإن كنا نرى أن اختلاف العلماء المعتبر([12]) في مسألة معينة يجعل الكفة تميل إلى استبعادها من المحكمات، إذ أن من سمات المحكمات أنها واضحة بينة لا تلتبس على أحد، فإن كانت بهذه السمة فالمفترض أن تجتمع عليها أنظار أهل العلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الأول: أهمية الدعوة إلى المحكمات

الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والمرسلين، بها بعثوا، وفي سبيلها ضحوا، وعليها ثبتوا وصبروا، وعلى ذلك صار أتباعهم، قال تعالى: (قُلۡ هَـٰذِهِۦ سَبِیلِیۤ أَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِیرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِیۖ)]يوسف:108[،، فلا بد أن يرافق تلك الدعوة العلمُ والبصيرةُ، وإن من البصيرة أن يركز الداعية في دعوته على ترسيخ المحكمات في نفوس الناس، وصد الهجمات الواردة عليها، ويتبين أهمية ذلك في الأمور التالية:

أولا/ المحكمات أساس الثبات:

فدين الإسلام كالبناء يقوم على قواعد وأركان وأصول، وأهم ما في البناء ثبات أصوله ورسوخ أركانه، فإن كانت الأصول راسخة ثابتة سهل البناء عليها وإتمام فروعها، واكتمل العمران على أكمل وجه، وإن كانت الأصول متزعزعة متخلخلة لن يزدها البناء إلا ضعفا وتهالكا حتى يخر البنيان من أساسه. فلذلك كانت أول مهام الداعية أن يرسخ المحكمات في قلوب الناس، حتى إذا ثبتوا عليها استطاع أن يتم البناء عليها بكل سهولة. فإن تعرضت الفروع لعوامل الهدم والتعرية سهل أيضا إعادة بنائها ما دام الأصول ثابتة. ولذلك مدح الله الراسخين في العلم في آية المحكمات في قوله تعالى: (والرّاسِخُونَ في العِلْمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ)]آل عمران:7[، ومن معاني الرسوخ الثبات، كما قال الشوكاني في تفسير الآية : "وأصْلُ الرُّسُوخِ في لُغَةِ العَرَبِ: الثُّبُوتُ في الشَّيْءِ، وكُلُّ ثابِتٍ راسِخٌ"([13])، وأما المتبعون للمتشابهات فإنهم لم يُرسِّخوا المحكمات في نفوسهم ولم يثبتوها في قلوبهم، فكان ذلك سبب زيغهم وانتكاستهم، قال تعالى: (فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِ) ]آل عمران:7[. ولما فقه أعداء الإسلام هذا المعنى، وجهوا ضرباتهم على المحكمات والأصول، فبهدمها يهدم الدين في النفوس، ويصبح كالهشيم تذروه رياح الفتن وعواصف الشبهات.

ويجدر بنا أن نذكر مثالا للمحكمات الشرعية التي تتلقى اليوم هجمات أعداء الشرق والغرب، وهو:

-       محكمة (إِنَّ ٱلدِّینَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَـٰمُۗ) ]آل عمران:19[:

فهذه الآية المحكمة واضحة المعنى، بينة الدلالة في أن الدين عند الله الإسلام، وكل ما سواه فهو باطل مردود على صاحبه، وحول هذا المعنى دارت كثير من آيات القرآن أحكاما ووعدا ووعيدا، وهي أكثر من أن تحصى في هذا البحث المصغر، فمن ذلك قوله تعالى: (وَمَن یَبۡتَغِ غَیۡرَ ٱلۡإِسۡلَـٰمِ دِینࣰا فَلَن یُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ) ]آل عمران:85[، ، وقوله تعالى متوعدا من كفر برسله ومنهم محمد ﷺ: (إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَیُرِیدُونَ أَن یُفَرِّقُوا۟ بَیۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَیَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضࣲ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضࣲ وَیُرِیدُونَ أَن یَتَّخِذُوا۟ بَیۡنَ ذَٰلِكَ سَبِیلًا) ]النساء:150[، ، وقوله تعالى مبشرا من ءامن بالله ورسله: (سَابِقُوۤا۟ إِلَىٰ مَغۡفِرَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ) ]الحديد:21[، ، فهذه الآيات غاية في الوضوح والدلالة، ومعناها معتضد بكثير من مثيلاتها التي تؤدي ذات المعنى، مما يجعلها هذا المعنى المحكم أصلا ومرجعا يرجع إليه عند الاشتباه.

فإن اشتبه على قارئ القرآن قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ) ]البقرة:62[،، فهذه الآية ابتداء تحتمل معنيان:

الأول: أن كل المسلمين واليهود والنصارى والصابئين إذا ءامنوا بالله وباليوم الآخر فإن الله سيأجرهم ويجعل لهم العاقبة، في كل زمان وفي كل مكان.

الثاني: أن المقصود في الآية هم اليهود الذين ءامنوا بشريعة موسى حتى جاء عيسى، والنصارى الذين ءامنوا بشريعة عيسى حتى جاء محمد ﷺ، والصابئون الباقون على فطرتهم حتى بلغتهم الدعوة، هؤلاء كلهم سيقبل الله منهم أعمالهم ولا خوف عليه ولا هم يحزنون.

هذان المعنيان قد يردان على قارئ القرآن، فأما الذي يتبع المتشابه فسيأخذ بالمعنى الأول ويتغاضى عن بقية الأصول والمحكمات الكثيرة التي جاء بها القرآن، وربما أصّل على هذه الآية دعواته التضليلية إلى وحدة الأديان، وإقامة الديانة الإبراهيمية الجامعة للمسلمين واليهود والنصارى. فيتمسك بآية واحدة توافق هواه بمعناها المحرف لديه، ويتعامى عن كل الآيات المحكمات الواضحات البينات، وبذلك يضل ويخر بنيان دينه، وكان السبب في ذلك تضييعه للمحكمات التي هي أساس الدين وأصله.

وأما الذي ترسخت لديه المحكمات، فإنه سيرد هذه الآية المتشابهة لديه إلى الآيات المحكمات، وسيتضح له جواب إشكاله بشكل جلي وسيأخذ بالمعنى الثاني، وهو الذي بينه الراسخون في العلم([14])، فكانت المحكمات سبب لعصمته من الضلال، والثبات على الدين.

ولذلك وجب على الداعية البصير أن يسخر جل جهوده في ترسيخ المحكمات، وتثبيتها في قلوب الناس، وكشف المؤامرات التي تحاك لهدمها وتشكيك الناس فيها.

 

ثانيا/ المحكمات سبب لوحدة الأمة:

            حيث أنها من الوضوح والبيان في الدلالة والثبوت ما لا يمكن الاختلاف عليه، فهي تمثل القاعدة المشتركة بين كل أهل الإسلام المتبعين للوحي، كما أن كثرتها وكونها معظم الكتاب يوسع مساحة تلك القاعدة المشتركة، فإن حصل خلاف بين طوائف المسلمين فيما سوى  المحكمات، فلن يكون ذلك سببا في الفرقة المذمومة، لأن النظرة الفاحصة الواسعة لن تهمل الكم الهائل من الاتفاق في مسائل المحكمات، ثم تقتصر على الخلاف الجزئي وتقيم عليه أسباب الولاء والعداء، وقد يقع بعض المسلمين في ضيق الأفق فيضخمون مسائل الخلاف، وينسيهم الشيطان مساحة الاتفاق الواسعة التي بينهم في المحكمات، فيكون ذلك سببا للفرقة المذمومة.

            ولذلك فإن معرفة المحكمات والفقه فيها، ودعوة الناس إلى الالتفاف حولها، من أعظم ما يعصم المسلمين من الاختلاف والفرقة.

مثال:

ما وقع في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- من فرقة أهل البحرين بسبب اختلافهم حول مسألة "رؤية الكفار لربهم في الآخرة"، فأرسل لهم شيخ الإسلام رسالة طويلة يبين لهم المسألة وأقوال العلماء فيها، والأهم من ذلك أنه نبههم إلى أن هذه المسألة من المسائل المشتبهة التي لا ينبني الخلاف فيها فرقة ولا تقاطع، كما نبههم إلى المحكم منها الذي يجب الاتفاق عليه.

فقال رحمه الله: "والذي أوجب هذا: أن وفدكم حدثونا بأشياء من الفرقة والاختلاف بينكم حتى ذكروا أن الأمر آل إلى قريب المقاتلة وذكروا أن سبب ذلك الاختلاف في "رؤية الكفار ربهم "؛ وما كنا نظن أن الأمر يبلغ بهذه المسألة إلى هذا الحد فالأمر في ذلك خفيف. وإنما المهم الذي يجب على كل مسلم اعتقاده: أن المؤمنين يرون ربهم في الدار الآخرة في عرصة القيامة وبعد ما يدخلون الجنة على ما تواترت به الأحاديث عن النبي ﷺ عند العلماء بالحديث"([15]) ثم قال في آخرها: "وقد كتبت هذا الكتاب وتحريت فيه الرشد وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ومع هذا فلم أحط علما بحقيقة ما بينكم ولا بكيفية أموركم وإنما كتبت على حسب ما فهمت من كلام من حدثني والمقصود الأكبر إنما هو إصلاح ذات بينكم وتأليف قلوبكم"([16]). فانظر كيف سعى شيخ الإسلام إلى لم شمل المسلمين بردهم إلى المحكمات وتذكيرهم بالاتفاق عليها، وأن المسائل المشتبهة لا ينبغي أن يبني عليها فرقة واختلاف.

            وهذا من أوجب واجبات الداعية، فإن اجتماع كلمة المسلمين من أعظم المحكمات التي جاءت بها الشريعة، فالدعوة إليها واتخاذ أسبابها من أعظم ما تحتاجه الأمة اليوم في زمن التفرق والتشرذم، ومهما اتسع الخلاف بين أبناء المسلمين، فإنه يظل قليلا جدا إذا قورن بمسائل الإجماع والمحكمات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : "إن قال قائل: مسائل الاجتهاد والخلاف في الفقه كثيرة جدا في هذه الأبواب، قيل له: مسائل القطع والنص والإجماع بقدر تلك أضعافا مضاعفة، وإنما كثرت لكثرة أعمال العباد وكثرة أنواعها، فإنها أكثر ما يعلمه الناس مفصلا، ومتى كثر الشيء إلى هذا الحد كان كل جزء منه كثيرا، من ينظرها مكتوبة فلا يرتسم في نفسه إلا ذلك، كما يطالع تواريخ الناس والفتن وهي متصلة في الخبر فيرتسم في نفسه أن العالم ما زال ذلك فيه متواصلا، والمكتوب شيء والواقع أشياء كثيرة، فكذلك أعمال العباد وأحكامها، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك"([17]).

 

ثالثا/ التمسك بالمحكمات سمة المجتمع الصالح:

            وذلك أن المحكمات كما ذكرنا هي مما اتفقت عليه الشرائع التي جاءت لإصلاح دين الناس ودنياهم، بل أنه عند التأمل تجد كثيرا من المحكمات هي من المشترك الإنساني بين سائر الأمم والملل، فقيم العدل والوفاء والإحسان وحفظ الأنفس والأموال والأعراض وغير ذلك هي مما يشترك سائر العقلاء على مدحها والدعوة إليها، وما ارتقت الأمم في جانب من الجوانب إلا بتحقيق شيء من تلك المحكمات التي تتفق عليها العقول، ولذلك فإن المجتمع يصلح بقدر تسمكه بالمحكمات، كما أنه يفسد بقدر تفلته من تلك المحكمات. فما ارتقت دول المجتمع الغربي إلا بإقامتها لمحكمة "العدل" بين أبنائها، وما وقعت مجتمعاتهم في أمراض القلق والاكتئاب والانتحار إلا بتخليهم عن محكمة "العبودية لله"، وما انهارت اقتصاديات كثير من دول العالم الإسلامي إلا بانتشار الفساد وتضييعهم لمحكمة "حفظ المال"، وما صلحت حياة كثير من المجتمعات المسلمة إلا بإقامتهم لمحكمات "البر والإحسان والتكافل"، والمجتمع الذي يبغي الكمال في جوانب الدين والدنيا عليه التمسك بالمحكمات، ودور الداعية يكون بتربية الناس عليها وتذكير الناس بها، فبذلك يحققوا سعادة الدنيا والآخرة.

 

رابعا/ الفقه بالمحكمات يحقق مراعاة الأولويات

            فالداعية البصير الذي يتبصر بالقرآن والسنة، وينطلق منهما، يستطيع التفريق بين الأصل وما يتفرع منه، وبين المهم والأهم، وبين الأولى وما دونه، فمن المحكمات ما ينبني بعضه على بعض، فمثلا محكمة "الإيمان باليوم الآخر" تنبني على محكمة "الإيمان بالرسل"، ومحكمة "الإيمان بالرسل" تنبني على محكمة "الإيمان بالله ربا ومعبودا"، ومحكمة "الإيمان بالله ربا ومعبودا" تنبني على محكمة "الإيمان بوجود الله"، فالفقه بالمحكمات وترتيبها وما هو أولى منها، يعين الداعية على معرفة مكامن الخلل، ويطلعه على نقطة البداية الصحيحة في دعوة الناس، كما أنه بذلك الفقه يستثمر المحكمات الراسخة التي لم تهدم في نفوس الناس ليبني عليها دعوته.

ومن أوضح الأمثلة على ذلك نبينا محمد ﷺ حين بعث في قومه، ووجدهم يقرون بوجود الله وربوبيته، فحينها لم يصرف جهدا من دعوته لإثبات وجود الله أو إقناعهم بربوبيته، وإنما بنى دعوته على تلك المحكمات الراسخة في قلوبهم واستثمرها لإقناعهم بمستلزماتها، وكان القرآن يأمره بتذكيرهم بالربوبية التي يقرون بها لإثبات لازمها وهو توحيد الألوهية الذي ينكرونه، كما قال سبحانه : (قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهَاۤ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ۝٨٤ سَیَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ۝٨٥ قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِیمِ ۝٨٦ سَیَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ ۝٨٧ قُلۡ مَنۢ بِیَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیۡءࣲ وَهُوَ یُجِیرُ وَلَا یُجَارُ عَلَیۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ۝٨٨ سَیَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ ۝٨٩) ]المؤمنون:84-89[.

ولكن إذا ذهب الداعية إلى مجتمع ملحد مثلا أو مجتمع يتعرض إلى سهام الإلحاد ويصيب كثيرا من أبنائه، فعليه أن يبدأ أولا في ترسيخ محكمة "الإيمان بوجود الله وربوبيته" ثم يرسخ محكمة "الإيمان بالألوهية"، ثم يبني عليها بقية المحكمات، وبذلك يستطيع تثبيت الأساس ورفع البناء أصولا وفروعا.

 

 

تنبيه هام/ الدعوة إلى الأصول لا تعني إغفال الفروع:

            فالمقصد من هذا البحث هو الدعوة إلى زيادة التركيز على بناء المحكمات والأصول في دين الناس ليكون خطوة لما بعد ذلك من إكمال الدين كله، وليس الاقتصار عليها، وهذا يعني أنه إذا ترسخت الأصول في النفوس، فلا يتوقف الداعية عند ذلك، وإنما ينطلق منها إلى ما بعدها حتى يكتمل الدين، فالبنّاء لن يكتفي بوضع الأساسات ورفع الأركان، وإنما لا بد حتى يكتمل بناؤه من شيء من التنسيق والترتيب والزينة وغير ذلك من الأمور التي هي صحيح أنها فروع ولكن لا يكتمل البناء إلا بها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الثاني: وسائل الدعوة إلى المحكمات

            مما لا يخفى على أحد اليوم، أننا في زمن كثر في العلم وقل فيه العمل، ولسنا نقصد من هذا البحث مجرد بث المعلومة ونشرها بين الناس، وإنما نبغي فيه أن نحث الدعاة إلى الله على التحرك في سبيل نشر محكمات الدين وتثبيتها في قلوبهم على علم وبصيرة، ويتحتم هذا الأمر في ظل رؤيتنا لأبناء ديننا وهم يُتخطفون من شياطين الإنس والجن.

وهذه وسائل ومقترحات للدعوة إلى المحكمات أبثها بين يدي البحث لعلها توافق نفسا قوية وهمة وقادة فتعلم ثم تعمل:

أولا/ عمل الدراسات البحثية:

التي تسبر واقع الناس، وتتعرف على مكامن الضعف والقوة فيهم في قضية المحكمات، وذلك عن طريق الوسائل المتنوعة مثل:

-       الاستبانات.

-       المقابلات الميدانية.

-       تحليل المحتوى الثقافي.

-       تحليل المحتوى الإعلامي.

-       استشارة أهل العلم والخبرة

-       وغير ذلك من الوسائل.

ثم تخرج لنا تلك الدراسات أبرز المحكمات الراسخة وأبرز المحكمات المتخلخلة لدى عامة الناس، ثم توضح على أساسها الأولويات الدعوية التي تستفيد منها البرامج الدعوية لاستثمار الراسخ من المحكمات ومعالجة المتخلخل منها.

 

ثانيا/ تكثيف الحديث عن المحكمات:

 وذلك ببثها في عامة الناس، وأن لا يكون تأصيلها مقتصرا على طلبة العلم ورواد التخصصات الشرعية، وإنما السعي الحثيث لإيصالها وتأصيلها في عامة الناس، مع ضرورة أن يكون هذا الطرح مركزا، فإن المقصود هو التأصيل لا مجرد الطرح، والتأصيل يحتاج إلى تركيز وتكرار بوسائل متنوعة ومتخلفة حتى يرسخ في قلوب الناس([18]). ومن الوسائل لتحقيق ذلك:

-       تعزيز دور خطباء الجمعة وتثقيفهم بضرورة التركيز على المحكمات وبنائها لدى عامة الناس، فخطبة الجمعة هي من أوسع الوسائل الدعوية التي ينصت لها الناس، فالوصول إليهم من خلالها يحقق أفضل النتائج بأقل التكاليف.

-       العمل على بناء مناهج تربوية يستفيد منها الآباء والمربون لغرس المحكمات في قلوب الأبناء والبنات، وتشتمل تلك المناهج على وسائل وأنشطة مناسبة ومعاصرة للجيل.

-       إقامة برامج في وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف مختلف فئات المجتمع لغرس المحكمات وتثبيتها في قلوبهم.

 

ثالثا/ العمل على توظيف الطاقات في نشر المحكمات:

فالأمة ولادة، لا ينقطع الخير عن أبنائها، والمحكمات فيها من التنوع ما يسع كافة الميول والتوجهات، وما يوسع الفرص لكافة فئات المجتمع للعمل على نشر محكمات الإسلام، فمن الواجب على الدعاة توجيه الطاقات وتوظيفها في نشر المحكمات مما يرسخها ويثبتها في قلوب الناس، ويمكن استثمار تلك الطاقات على سبيل المثال لا الحصر بـ:

-       تعليم القرآن وتحفيظه.

-       إلقاء الكلمات الدعوية.

-       العمل في الفرق التطوعية التي تقوم على كثير من محكمات الدين كالبر والإحسان و...إلخ.

-       استثمار القدرات التقنية في الجوانب الإعلامية.

-       استثمار أصحاب الأموال بالإنفاق على المشاريع التي تحقق هذه الغاية.

-       وغير ذلك من الوسائل.

 

 

الخاتمة

            الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، تفضل علينا بعظيم نعمه، وكبير آلائه، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

في ختام هذا البحث في قضية الدعوة إلى المحكمات وأهميتها ووسائلها، قد توصلت إلى جملة من النتائج والتوصيات، أهمها:

أولا/ النتائج:

-       معنى مادة "حكم" في اللغة يدل على المنع، وتدور استعمالاتها حول هذا المعنى.

-       تعرف المحكمات في الاصطلاح على أنها: "ما كان أصلا بنفسه، مستغنيا عن غيره، لا يحتاج إلى بيان".

-       من أبرز أمثلة المحكمات ما ورد في آيات سورة الأنعام من آية (151) إلى آية (153)، وآيات سورة الإسراء من آية (23) إلى آية (39). كما قال ابن عباس رضي الله عنه.

-       تبرز أهمية المحكمات في كونها أساس الثبات، وطريق وحدة الأمة، وكون صلاح المجتمع لا يتم إلا بالتمسك بها، وأن فقهها ومعرفة مراتبها يحقق مراعاة الأولويات الدعوية.

-       ضرورة العمل على نشر المحكمات عن طريق مختلف الوسائل المتنوعة، والتي اقترحنا منها: عمل الدراسات البحثية، وتكثيف الحديث عن المحكمات، والعمل على توظيف طاقات الشباب لنشر محكمات الدين.

 

ثانيا/ التوصيات:

-       تطبيق الوسائل التي اقترحناها في البحث.

-       إقامة الندوات بين أهل العلم من مختلف التخصصات لمناقشة المحكمات واقتراح المزيد من الوسائل لتثبيتها في قلوب المسلمين.

-       عمل الدراسات التي تطرح مفهوم المحكمات بشكل سهل وإيصاله إلى عامة الناس.

 

 

المصادر والمراجع:

o     القرآن الكريم.

·      الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله ﷺ وسننه وأيامه، المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) الطبعة الأولى - 1422هـ

·      المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله ﷺ، المؤلف: مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ)، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.

·      جامع البيان في تأويل القرآن، المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، المحقق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1420 هـ.

·      الجامع لأحكام القرآن، المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة: الثانية، 1384هـ.

·      تفسير القرآن العظيم، المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، المحقق: محمد حسين شمس الدين، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى - 1419 هـ.

·      فتح القدير، المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)، الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت، الطبعة الأولى - 1414 هـ

·      التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ)، الناشر : الدار التونسية للنشر - تونس سنة النشر: 1984 م.

·      معجم مقاييس اللغة، المؤلف: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ)، المحقق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: دار الفكر، عام النشر: 1399 هـ.

·      القاموس المحيط، المؤلف: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بإشراف: محمد نعيم العرقسُوسي، الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان الطبعة الثامنة - 1426 هـ.

·      مجموع الفتاوى، المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ)، المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، عام النشر: 1416هـ.

·      الاستقامة، المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ)، المحقق: د. محمد رشاد سالم، الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود - المدينة المنورة، الطبعة الأولى – 1403.

·      الموافقات، المؤلف: إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (المتوفى: 790هـ)، المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، الناشر: دار ابن عفان، الطبعة الأولى - 1417هـ.

·      المحكمات في الشريعة الإسلامية وأثرها في وحدة الأمة وحفظ المجتمع، المؤلف: د.عابد السفياني، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، المجلد 13 – العدد 26.

·      المحكمات صمام أمن الأمة وأساس الثبات، المؤلف: أ.د. الشريف حاتم بن عارف العوني، بحث منشور في الشبكة، موقع الشيخ : أ.د. الشريف حاتم بن عارف العوني (http://www.dr-alawni.com/index.php)،  تاريخ النشر: 1439هـ.

 

 

 

 

 



([1]) معجم مقاييس اللغة. (2/ 92).

([2]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (2/ 4).

([3]) فتح القدير (1/ 360).

([4]) جامع البيان في تأويل القرآن، للطبري (6/ 170).

([5]) المحكمات في الشريعة الإسلامية وأثرها في وحدة الأمة وحفظ المجتمع، للدكتور عابد السفياني، (ص 32).

([6]) وهي قوله تعالى : (قُلۡ تَعَالَوۡا۟ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَیۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰاۖ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِیَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلۡفَوَ ٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَ ٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ۝١٥١ وَلَا تَقۡرَبُوا۟ مَالَ ٱلۡیَتِیمِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ یَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَٱلۡمِیزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُوا۟ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُوا۟ۚ ذَ ٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ۝١٥٢ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ ٰطِی مُسۡتَقِیمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِیلِهِۦۚ ذَ ٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ۝١٥٣)

([7]) وهي قوله تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا ۝٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّیَانِی صَغِیرࣰا ۝٢٤ رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِی نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُوا۟ صَـٰلِحِینَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّ ٰبِینَ غَفُورࣰا ۝٢٥ وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِینَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِیلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِیرًا ۝٢٦ إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِینَ كَانُوۤا۟ إِخۡوَ ٰنَ ٱلشَّیَـٰطِینِۖ وَكَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورࣰا ۝٢٧ وَإِمَّا تُعۡرِضَنَّ عَنۡهُمُ ٱبۡتِغَاۤءَ رَحۡمَةࣲ مِّن رَّبِّكَ تَرۡجُوهَا فَقُل لَّهُمۡ قَوۡلࣰا مَّیۡسُورࣰا ۝٢٨ وَلَا تَجۡعَلۡ یَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومࣰا مَّحۡسُورًا ۝٢٩ إِنَّ رَبَّكَ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ وَیَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِیرَۢا بَصِیرࣰا ۝٣٠ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُمۡ خَشۡیَةَ إِمۡلَـٰقࣲۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِیَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡـࣰٔا كَبِیرࣰا ۝٣١ وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةࣰ وَسَاۤءَ سَبِیلࣰا ۝٣٢ وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومࣰا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِیِّهِۦ سُلۡطَـٰنࣰا فَلَا یُسۡرِف فِّی ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورࣰا ۝٣٣ وَلَا تَقۡرَبُوا۟ مَالَ ٱلۡیَتِیمِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ یَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُوا۟ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولࣰا ۝٣٤ وَأَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُوا۟ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِیمِۚ ذَ ٰلِكَ خَیۡرࣱ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلࣰا ۝٣٥ وَلَا تَقۡفُ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولࣰا ۝٣٦ وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولࣰا ۝٣٧ كُلُّ ذَ ٰلِكَ كَانَ سَیِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهࣰا ۝٣٨ ذَ ٰلِكَ مِمَّاۤ أَوۡحَىٰۤ إِلَیۡكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلۡحِكۡمَةِۗ وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِی جَهَنَّمَ مَلُومࣰا مَّدۡحُورًا ۝٣٩)

([8]) جامع البيان، ابن جرير الطبري (جزء 6/صفحة 175)

([9])التحرير والتنوير لابن عاشور (3/ 155)

([10]) انظر: المحكمات في الشريعة الإسلامية وأثرها في وحدة الأمة وحفظ المجتمع للدكتور عابد السفياني (ص 54).

([11]) ينظر : المحكمات صمام أمن الأمة وأساس الثبات، للأستاذ الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني (ص 87).

([12]) قال الشاطبي رحمه الله : " إنما يعد في الخلاف : الأقوال الصادرة عن أدلة معتبرة في الشريعة ، كانت مما يقوى أو يضعف=

= وأما إذا صدرت عن مجرد خفاء الدليل، أو عدم مصادفته ، فلا . فلذلك قيل : إنه لا يصح أن يعتد بها في الخلاف ، كما لم يعتد السلف الصالح بالخلاف في مسألة ربا الفضل والمتعة ، ومحاشي النساء ، وأشباهها من المسائل التي خفيت فيها الأدلة على من خالف فيها" ]الموافقات للشاطبي (5/ 139)[

([13]) فتح القدير، الشوكاني (جزء 1/صفحة 363)

([14]) ينظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير (جزء 1/صفحة 182)

([15]) مجموع الفتاوى، المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ)، المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، عام النشر: 1416هـ. (جزء 6/صفحة 485).

([16]) المصدر السابق (جزء 6/صفحة 506).

([17]) الاستقامة، المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ)، المحقق: د. محمد رشاد سالم، الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود - المدينة المنورة، الطبعة الأولى – 1403. (جزء 1/صفحة 59-60).

([18]) ينظر: "المحكمات صمام أمن الأمة وأساس الثبات – أ.د. الشريف حاتم بن عارف العوني" (صفحة 69)

 


المرفقات

  • {{__('blog.Noattachements')}

Comments

Leave a comment

Blog categories

عربة التسوق

Loading...