Loading ...

ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني

الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني

 

نشأته وبداية طلب العلم ومشايخه:

ولد رحمه الله في أواخر عام 1312هـ بقرية المحاقرة من عزلة الطُّفن في صنعاء اليمن، وقد نشأ في أسرة صالحة، وبيئة طيبة، يغلب عليها الصلاح بدأ رحمه الله بقراءة القرآن على والده وعلى رجل من أهل بلدته، ثم سافر إلى الحجرية حيث كان أخوه الأكبر محمد بن يحيى كاتباً في محكمتها الشرعية، والتحق بمكتب يعلم القرآن والتجويد والحساب واللغة التركية، ثم جاء والد عبد الرحمن المعلمي إلى الحجرية، وسأله عن دراسته فأجابه، ولما عرف والده أنه لا يدرس النحو طلب من ابنه الأكبر أن يدرس أخاه النحو، فدرسه الآجرومية، وكان ذلك بداية حبه لعلم النحو خاصة، وشغفه به، ثم سافر مع والده إلى "بلاد الريمي" فوجد أحمد بن مصلح الريمي وصارا يتذاكران النحو وإعراب آيات قرآنية وأبيات شعرية، واستفاد في تلك المرحلة من دراسة وقراءة بعض الكتب النحوية، ثم ذهب رحمه الله إلى بلده الطفن، ودرس على الفقيه العلامة أحمد بن محمد بن سليمان المعلمي، وكان متبحراً في العلم، وقد مكث هناك مدة طويلة، وأخذ عنه شرح أبي شجاع مع مراجعة حواشي الباجوري عليه، والمنهاج للنووي وغير ذلك، كما أخذ عنه الفرائض، وقد أجازه إجازة عامة في الحديث وغيره، ثم عاد عبدالرحمن المعلمي إلى بيت الريمي وانكب على قراءة كتب فقهية ونحوية وأدبية، فجاء أخوه من الحجرية، إلا أنه عاد إليها واستقدم الشيخ عبدالرحمن فقدم إلى الحجرية، وبقي هناك مدة ثم رجع مرة أخرى إلى عتمة، وكان القضاء قد صار في ذلك الوقت إلى الزيدية حسب اتفاق بين العثمانيين والإمام يحيى حميد الدين فأقام في عتمة فترة من الزمن، ثم لما صار القضاء إلى محمد بن علي الذاري أصبح الشيخ كاتبا له، وكان ذلك في عام 1335هـ.

 

قدومه مكة ورحلته إلى اندونيسيا والهند:

ثم في عام 1336هـ رحل إلى المدينة المنورة، ثم منها إلى مكة المكرمة لأداء الحج وعاد، ثم رحل في مطلع عام 1337هـ إلى جيزان إلى محمد الإدريسي وكان أمير عسير، وقد كلفه الإدريسي بالقضاء، ومراقبة القضاة، وكان يخطب في الجمع والأعياد، ومكث مع الإدريسي حتى توفي في شعبان سنة 1341هـ، وبعد أن مات الإدريسي وتولى ابنه الحكم، أبعد كبار رجالات والده إلى عدن ومنهم المعلمي وذلك عام 1342هـ، فرحل إلى عدن وكان يشتغل فيها بالتدريس والوعظ والإرشاد، وفي عام 1344هـ رحل الشيخ إلى إندونيسيا وبقي فيها مدة يسيرة اشتغل فيها بالعلم، ثم في أواخر تلك السنة رحل إلى الهند، ووصل إليها مطلع عام 1345هـ، فكان أحد أعضاء دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد في قسم التصحيح والتحقيق، واستفاد هناك فائدة كبيرة، وعرف ثقافات مختلفة، وتفرغ هناك للعلم وانقطع له، كما انشغل بعلم الحديث خاصة، وبقي فيها خمسا وعشرين سنة حتى عام 1371هـ، وكان يحقق فيها الكتب وقد وصلت تحقيقاته أثناء تواجده في الهند لأكثر من 40 مجلدا، ثم في ذي القعدة من عام 1371هـ سافر إلى جدة وعين فيها مدرسًا بمدرسة الأنجال، ثم أكمل رحلته إلى مكة وعين أمينا لمكتبة الحرم المكي الشريف.

 

تدريسه بالمسجد الحرام:

كان الشيخ رحمه الله يدرس في الحرم المكي بعد صلاة الفجر والعصر في حصوة باب السلام، يدرس فيها النحو والبلاغة والفقه والفرائض، وكان ذلك بعد أن أمضى من عمره الكثير في طلب العلم، وممارسة تحقيق الكتب، والعمل في المجالات العلمية المختلفة، وزيارة العديد من الدول، فكانت دروسه نافعة مفيدة.

 

أبرز طلابه:

ومن أبرز طلابه:

- أحمد صالح الآنسي.

- وأحمد بن سالم باسويدان.

- وأبو تراب الظاهري.

- وعبدالله بن محمد الحكمي، وغيرهم.

 

صفاته وثناء العلماء عليه:

كان رحمه الله متواضعًا لا يحب المظاهر، ويمضي جل وقته في التأليف، ولا يخرج من المكتبة إلا لأداء الفرائض، فآثر العزلة والخلوة، إلا أنه كان صدره رحبا، ويعامل الناس بأخلاقه العالية التي تربى عليها، وكان سمح الخلق، وقورا، لا يبخل بمساعدة الباحثين والمتعلمين، وكانت له اليد الطولى في نصرة السنة بالحجة والبيان، وكان ملمًّا بالعقيدة السلفية، كرَّس حياته في الدفاع عن هذا الدين، والرد على المبطلين وأهل الأهواء والبدع، يقول عنه الأستاذ الطناحي "وكان الشيخ فيما وُصف لنا متواضعًا، رقيق الحال، حدثني الأستاذ فؤاد السيد -أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية- قال: كنت في أثناء الحج أتردد على مكتبة الحرم المكي، لرؤية المخطوطات وزيارة مدير المكتبة المرحوم الشيخ سليمان الصنيع، وكان بين الحين والآخر يأتي إلينا رجل رقيق الحال، يسقينا ماء زمزم، وبعد يومين طلبت من الشيخ الصنيع رؤية الشيخ عبد الرحمن المعلمي، فقال: ألم تره بعد؟ أليس يسقيك كل يوم من ماء زمزم؟ يقول الأستاذ فؤاد: فتعجبت من تواضعه ورقة حاله، مع ما أعرفه من علمه الواسع الغزير".

أثنى العلماء كثيرا على الشيخ عبدالرحمن المعلمي، وذلك لسعة علمه، ودفاعه عن السنة، قال شيخه محمد علي الإدريسي "محبنا الأجل العالم العامل الأمثل وجيه الإسلام"، و قال العلامة مفتي الديار السعودية الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله عن المعلمي: "عالم خدم الأحاديث النبوية وما يتعلق بها". وقال عن رسالة للمعلمي حول مقام إبراهيم وجواز تأخيره قال " قرئت علي هذه الرسالة، ... فوجدتها رسالة بديعة وقد أتى فيها بعين الصواب". وقال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: "العلامة عبدالرحمن اليماني المعلمي رحمه الله ... رجل خبير بهذا العلم الشريف، يعرف قدر كتب السنة وفضلها وتأثيرها في توحيد الأمة إلى ما يسعدها في دنياها وأخراها". وقال بكر أبوزيد: "له جهود في خدمة السنة وعلومها ...أبدى يراعه براعة ودورا في أصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل ).

 

وفاته:

توفي رحمه الله في يوم الخميس السادس من شهر صفر عام 1386هـ.

 

مؤلفاته:

للشيخ مؤلفات عديدة نافعة جُمعت وحُققت في خمسة وعشرين مجلدا باسم "آثار الشيخ العلامة عبدالرحمن المعلمي"، وانظر ثبتًا بأسماء كتبه الكثيرة التي ألفها أو حققها الشيخ في كتاب "المدخل إلى آثار العلامة عبدالرحمن المعلمي" كما أن بعض كتبه متوفرة للتحميل، ومن أشهر كتبه:

1/ التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل. المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية 1406هـ.

2/ الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة. المطبعة السلفية ومكتبتها / عالم الكتب – بيروت، 1406هـ.

3/ عمارة القبور في الإسلام. دار عالم الفوائد.

4/ كتاب العبادة. دار العاصمة الطبعة الأولى 2011م([1]).

 

 

مصادر ترجمته:

1/ المدخل إلى آثار الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي لعلي العمران. دار عالم الفوائد، الطبعة الأولى 1434هـ.

2/ منهج النقد عند الشيخ المعلمي من خلال كتابه "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" لحمزة بن عبدالله مرغيت، وهي رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة الجزائز – كلية العلوم الإسلامية 1433-1434هـ (17-43)

3/ ترجمة كتبها عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم المعلمي في مقدمة كتاب التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، لعبدالرحمن المعلمي. الناشر: المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية 1406هـ (1/ 165-170)

4/ نثل النبال بمعجم الرجال الذين ترجم لهم فضيلة الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني لأحمد بن عطية الوكيل. دار المحدثين، الطبعة الأولى 1428هـ (3/ 2020)

5/ الإمام عبدالرحمن بن يحيى المعلمي حياته وآثاره لأحمد بن غانم الأسدي. مكتبة الرضوان، الطبعة الأولى 1427هـ.

6/ جهود الشيخ عبدالرحمن المعلمي في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها لفهد السنيدي. 1434هـ. (10-30)

7/ فوائد وقواعد في الجرح والتعديل وعلوم الحديث، جمع وترتيب إسلام بن محمود بن محمد النجار. طبعة أضواء السلف. (11-32)

8/ مقدمة كتاب عمارة القبور للمعلمي بتحقيق ماجد الزيادي. المكتبة المكية (7-69)

9/ أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (900-903)

10/ جهود بعض علماء البلد الحرام في تقرير العقيدة السلفية في القرن الرابع عشر لعبد المحسن بن ردة الحربي. (422-429)

11/ نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر وبذيله عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر ليوسف المرعشلي، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1427هـ . (694-695)

12/ تذكير النابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث السابقين واللاحقين لربيع بن هادي المدخلي. (272-277)

13/ موقع التوحيد

http://al-tawhed.net/shekh/showCat.aspx?id=51

14/ اسلام ويب

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=97875

15/ موقع الآجري

http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=2585

16/ ثناء العلماء على المعلمي- ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73463

17/ شبكة النصيحة

http://alnasiha.net/node/719

18/ تركوا أثرا

https://tarkoathar.com/content/675

19/ مقالات اسلام ويب

http://islamweb.org/media/index.php?page=article&lang=A&id=186754

20/ الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427هـ. (2/ 563-567)

 

 

 



([1]) المصدر: موقع علماء مكة.


المرفقات

  • {{__('blog.Noattachements')}

Comments

Leave a comment

Blog categories

عربة التسوق

Loading...