Loading ...

كيف نرسخ المحكمات ؟

                                  إعداد الفريق العلمي لبرنامج محكمات 

                                         بسم الله الرحمن الرحيم 

المحكمات هن أم الكتاب وأم الدين الإسلامي، فهي القضايا البينة الواضحة الدلالة بحيث لا تلتبس على أحد من الناس، وبالمحكمات يقوى عمود الدين، وإليها يفزع العقلاء إذا ما اعتراه لين، ولا يتيه من اهتدى به فهو حبل متين، وهي بينة واضحة لا تتغير ولا تتبدل على مر السنين؛ ومن هنا فإن المنبغي للمسلم التمسك بالمحكمات وبثها ونشرها والتذكير بها ورد كل ما اشتبه عليه من النصوص والمسائل والقضايا الدينية إليها "فمن رد ما اشتبه عليه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى، ومن عكس انعكس"([1]).

وإن كان كذلك فكيف نرسخ المحكمات؟ وما أهم الأفكار العملية لترسيخها؟

أهم الأفكار العملية لترسيخ المحكمات:

نستعرض هنا مجموعة من الأفكار التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع لترسيخ المحكمات([2])، فمن أهم الأفكار:

1.   تحرير المحكمات في الدين ونشرها:

قبل البدء في بث المحكمات ينبغي على أهل العلم أن يحرروها ويخلصوها من غيرها حتى يعرف المحكم حقا من غيره؛ وإذا كان الله تعالى أمرنا أن نجعل المحكمات أمًّا لنا وملاذًا ومتبعًا فلا شك أن أهم ما يجب علينا هو معرفة هذه المحكمات وتخليصها مما قد يشوبها، ولا شك أن خلط المحكمات بالمتشابهات سيجعل من المحكمات بناء هشًّا لا يمكن أن يبنى عليه المسائل والمقالات ويعتمد عليه في المدلهمات بل على العكس من ذلك، فإدخال غير المحكمات في دائرة المحكمات من الخطورة بمكان على الدين كله، ويدخلنا في دائرة {الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7]، وهي الدائرة التي نهدف إلى الحذر منه بالتمسك بالمحكمات، فنقع في عين ما نفر منه إن لم نحرر المحكمات ونخلصها من غيرها.

ولم يأل أئمة الإسلام جهدًا في تحرير المحكمات، وعلى سبيل المثال نجد الصحابة يؤكدون على المحكمات ويحررونها إذا ما مروا عليها في كتاب الله سبحانه وتعالى كتنبيه ابن عباس رضي الله عنهما على أن من المحكمات الآيات الثلاث من سورة الأنعام وهي قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الأنعام: 151] الآيات.

2.   بيان الأدلة اليقينية للمحكمات ووجه إحكامها للأمة:

من أهم الأفكار العملية لترسيخ المحكمات بيان الأدلة اليقينية للمحكمات وبيان الشاهد من تلك الأدلة، ولا شك أن أيقن اليقينيات الكتاب وصحيح السنة، ولم يأل أئمة الإسلام جهدًا في بيان ذلك كما سبق أن بينا في آيات الأنعام حيث نبه ابن عباس رضي الله عنهما على أنها من المحكمات، ومن أهم المحكمات التي استنبطها العلماء منها:

أ‌.      وجوب عبادة الله وحده وتحريم الإشراك به.

ب‌.   وجوب بر الوالدين والإحسان إليهما.

ت‌.   وجوب حفظ النفس وتحريم قتلها بغير حق.

ث‌.   تحريم سائر الفواحش ومنها الزنا.

ج‌.   وجوب حفظ المال وأداء الحقوق.

ح‌.   وجوب الوفاء بالعهد.

خ‌.   وجوب العدل في الإنفاق والوزن بالقسط([3]).

ولسنا بصدد تفصيل القول في ذلك فبعض الربيع ببعض العطر يختصر.

3. رد كل من ناقش وسأل عن المتشابه إلى المحكم:

فهذا من أهم الأفكار العملية لأصحاب الكلمة ومن يجيب الناس عن استشكالاتهم وفتاويهم، بحيث لا يناقشون طويلًا في المتشابه من المصطلحات والمسائل والأفكار بل يردونها بمجرد السؤال عنها إلى المحكم من النصوص ويبينون ما ورد فيه من محكمات؛ درءًا للتلبيس والتشويش وحفظًا لوقت وقلب وذهن السائل والمجيب والمستمع لهما، والأمثلة العملية لهذا حاضرة في تاريخ سلفنا رضوان الله عليهم، فحين سئل الإمام الزبيدي رحمه الله عن الجبر، وهو من المصطلحات المتشابهة التي تحتمل حقا وباطلا رد الأمر إلى المحكم  نزَّه المبيَّن في كتاب الله تعالى، وقال: "أمر الله أعظم، وقدرته أعظم من أن يجبر أو يعضل، ولكن يقضي ويقدر، ويخلق ويجبل عبده علي ما أحب"([4]).

وفعل مثل ذلك الإمام الأوزاعي رحمه الله حين سأله شخص عن الجبر فقال صراحةً وهو ينتهج هذا النهج الذي أشرنا إليه: "ما أعرف للجبر أصلًا في القرآن ولا السنة، فأهاب أن أقول ذلك، ولكن القضاء والقدر والخلق والجبل، فهذا يعرف في القرآن والحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، وإنما وضعت هذا مخالفة أن يرتاب رجل تابعي من أهل الجماعة والتصديق"([5]).

فعلى الرغم من أن هذا المصطلح قد يقصد به معنى صحيحًا إلا أن الإمام الأوزاعي منع منه؛ لأنه لا أصل له في المحكمات من الوحي، ولأنه من المتشابهات التي يمكن أن تفضي إلى إطلاق لفظ ملبس ويقصد به معنى مبتدعًا باطلًا.

4.   كتابة الأبحاث والمقالات والكتب والمنشورات حول المحكمات ونشرها:

فموضوع المحكمات ما زال بحاجة إلى مزيد من الدراسات سواء النخبوية أو العامة، فلا شك أننا بحاجة إلى الدراسات العميقة للمحكمات سواء تأصيلها أو تطبيقاتها أو أمثلتها أو آثارها كما أننا بحاجة إلى المقالات والمنشورات العامة التي توجه لشريحة أكبر من المجتمع وتنشر الوعي بينهم خاصة من لا يتهيأ له الوقت لقراءة المجلدات وجرد الرسائل العلمية الجادة.

وامتلاء الساحة العلمية بالحديث عن المحكمات مطلب مهم في نشرها وبثها بين العلماء خاصة وبين المسلمين عامة، كيف لا وَهُنَّ "قد أحكمن بالبيان والتفصيل، وأثبتت حججهن وأدلتهن على ما جُعلن أدلة عليه...، كيف لا وهنَّ أصل الكتاب الذي عليه عماد الدّين، ففيه الفرائض والحدود، وسائر ما بالخلق إليه الحاجة من أمر دينهم، وما كلفوا من الفرائض في عاجلهم وآجلهم، وإليه المفزع"([6]).

5.   تكثيف الحديث عنها في المجالس وفي كل الوسائل:

فمن الأسس الإعلامية التسويقية: "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس"، وهي وإن كانت وظفت في الشر فإنه يمكننا الاستفادة مما فيها من عبرة، وهو أن تكرار المعلومة على الإنسان يجعلها مستقرة ومعروفة ومتداولة، ويجعل المجتمع متقبلًا لها متمسكًا بها بعكس ما لو لم تبث ولم يتحدث عنها، ومن هنا فإنه ينبغي علينا تكثيف الحديث عن المحكمات في كل مكان وفي كل وسيلة، كيف وقد أوصانا الله بالتمسك بها والاعتصام بها؟ وكيف وقد بين الله لنا أنها طريق الهدى والرشاد والرسوخ في الحق.

ومن المؤسف أن يبقى الحديث عن المحكمات في المحاضرات الدراسية أو الكتب المدرسية ويغفل عنها عامة الناس.

6.   استخدام الخطاب الدعوي العاطفي إلى جانب الخطاب العلمي العقلي:

فالإنسان ذو قوتين: قوة وجدانية وقوة علمية، فكما أنه يتأثر بالأدلة والبراهين فهو أيضًا تؤثر فيه المشاعر والعواطف والأحاسيس، فهو يحتاج إلى غذاء قلبه من لذة وألم وحب وبغض واشتياق وانقباض كما يحتاج إلى غذاء عقله من علم ومعرفة وحقائق وحجج ونقاشات.

ولا يجمع بين هذين الأمرين إلا كلام "الله رب العالمين، فهو الذي لا يشغله شأن عن شأن. وهو القادر على أن يخاطب العقل والقلب معًا بلسان. وأن يمزج الحق والجمال معًا يلتقيان ولا يبغيان. وأن يخرج من بينهما شرابًا خالصًا سائغًا للشاربين، وهذا هو ما تجده في كتابه الكريم حيثما توجهت؛ ألا تراه في فسحة قصه وأخباره1 لا ينسى حق العقل من حكمة وعبرة؟

أوَ لا تراه في معمعة براهينه وأحكامه لا ينسى حظ القلب من تشويق وترقيق، وتحذير وتنفير، وتهويل وتعجيب، وتبكيت وتأنيب؟ يبث ذلك في مطالع آياته ومقاطعها وتضاعيفها"([7]).

ومن هنا فإن نشر المحكمات بالخطاب الدعوي العاطفي إلى جانب الأدلة والبراهين والحقائق العلمية من الأهمية بمكان، وقد ظهر أثرها في الساحة اليوم سواء على مستوى العلماء وطلبة العلم أم على مستوى عامة الناس، فأقبل كثير من الناس على الحق وتغيَّرت كثير من القناعات الخاطئة، "واليوم كثر الإعراض عن العلم، فأنفع ما للعامي مجلس الوعظ، يرده عن ذنب، ويحركه إلى توبة"([8])، ويصده عن سبل الضلال من إلحاد وانسلاخ من الدين أو بعض أحكامه، ومن مزالق الشبهات ومهاوي الشهوات، ومن الممكن في ذلك إبراز المآلات الإيجابية للتمسك بها وتقبيح المآلات المهلكة للأمة في حال اللهث وراء المتشابهات.

ولئن كانت المؤسسات التسويقية التجارية تتفنن في التلاعب بالمشاعر والعواطف لجني الأرباح وتغيير قناعات جماهيرهم فإن من ينشر المحكمات التي فيها الحق الواضح أحرى بأن ينهج ذلك النهج الساحر.

7.   نشر آية آل عمران في المحكمات وتفسيرها بشتى الوسائل المقروء والمسموع والمرئي:

يمكن القول بأن مرتكز القول في المحكمات هو آية آل عمران، وفهمها واستيعابها يجعل المرء على قدر كبير من الاستيعاب والإدراك لأهمية المحكمات ورسوخ فقهها في نفسه؛ ومن هنا فإن نشر هذه الآية وتفسيرها مع التركيز على مكانة المحكمات من الأهمية بمكان، فالأمر المحكم "واضح المعنى ظاهر الدلالة"([9])، وهو ما يسهل علينا إيصاله إلى القلوب والعقول بأقل كلفة وأدنى بذل.

ويمكن عمل ذلك على شكل مادة مكتوبة كمقالة قصيرة أو قصص مصورة ونحوها أو مسموعة كمقاطع ممنتجة إنتاجًا جيدًا وتنشر في الإذاعات ونحوها أو مرئية بحيث يعمل حولها فيلم قصير أو انفوجرافيك أو فيلم كرتون ونحوها.

8.   نشر الآيات والأحاديث وأقوال السلف في المحكمات ونشرها كبطائق ورسائل قصيرة في وسائل التواصل الاجتماعي:

فمن الأفكار العملية لنشر المحكمات جمع الثروة العلمية الموجودة عنها في مصادرنا الإسلامية العريقة كالقرآن والحديث الصحيح وأقوال السلف رضوان الله عليهم، ثم نشرها على شكل بطائق صغيرة بشكل دوري يومي أو شبه يومي، بحيث يتلقاها المسلم ويتذكر هذا الموضوع وأهميته ويعمل بمقتضى تلك النصوص سواء بالإيمان والإقرار أو بالطاعة والامتثال، وكونها بطائق صغيرة أدعى لقراءتها واستيعاب ما فيها أكثر من غيرها من البحوث الطويلة أو المقالات التي لا يتسنى لكل أحد أن يقرأها.

9.   عمل جلسات دورية لمدارسة عن المحكمات في الأسرة وغيرها.

من الأفكار العملية لترسيخ المحكمات تخصيص وقت من أوقات الأسرة للحديث عن المحكمات، وهناك أفكار كثيرة ووسائل إبداعية لتعزيز هذا الأمر فقد يكون على شكل دروس وقراءة من كتاب، وقد يكون على شكل مسابقة تجمع فيها المحكمات بقراءة أو بحث على الإنترنت، وقد يكون بطريقة عفوية غير مباشرة يتم الحديث عنها في جلسات الغداء والعشاء، وقد يكون بعمل لوحات ومشجرات من صنع الأسرة حول المحكمات، وما ذكرناه في داخل الأسرة يمكن عمله في المسجد وفي الأنشطة الاجتماعية والطلابية أيضا.

وهذا لا شك أن له أثره خاصة على النشء؛ حيث يربى على معرفة المحكمات واليقين بها؛ ومن ثم تستقيم له حياته الفكرية والسلوكية مستقبلًا.

10. الحديث عن المحكمات في درس المسجد عقيب الصلوات:

من الأفكار العملية أيضا تناول المحكمات في دروس المساجد القصيرة أعقاب الصلوات، ولا يحتاج الحديث عن المحكمات كبير عناء؛ إذ هي "بينة واضحة لا تفتقر في بيان معناها إلى غيرها"([10]).

 وتناول المحكمات بدرس عقيب الصلوات يتطلب إنتاج كتب مناسبة لقراءتها على المصلين أعقاب الصلوات بحيث تكون مختصرة ومركز على مفهوم المحكمات وتأصيله وتطبيقاته ونماذجه وأمثلته.

11. كتابة روايات أدبية ترسخ المحكمات في النفوس:

أصبحت الروايات اليوم سوقًا رائجة تتطلع إليها شريحة كبيرة من المجتمع وتقضي بين جنباتها الأيام والليالي وتتهافت إلى شرائها وتناولها، وهي في حقيقتها فن أدبي وسلاح ذو حدين يمكن استثماره في نشر الخير وبث الحقائق وترسيخ المحكمات، وذلك بلا شك يتطلب كتابًا ذوو مهارات أدبية وفنية وكتابية يستطيعون تضمين المحكمات وجعلها هدفًا من الأهداف التي تدور حولها الرواية، ولعل الله يسخر للأمة أقلامًا ترسخ فيها حقائق الدين من عقائد وشرائع وأحكام وتبث فيه أشجانه وتروي أفراحه وأتراحه وتجول في تاريخه وأدبه ورجاله وتحكي قصصه وأيامه وأمجاده، وما ذلك على الله بعزيز.

12. كتابة قصص ما قبل النوم للأطفال تتضمن المحكمات:

يدرك الآباء والأمهات المهتمون والتربويون المختصون قيمة وأهمية قصص ما قبل النوم بالنسبة إلى الأطفال، لا سيما إذا مصنوعة بأسلوب تشويقي وفيه جذب للانتباه وشد للعواطف والأشجان وصنع شخصيات حيوانية ووهمية تساعد الأطفال على تنمية ثروتهم المعرفية واللغوية، ومن الجميل جدا أن تصنع القصص لما قبل النوم بحيث ترسخ المحكمات في نفوس الأطفال.

13. إنتاج ألعاب الكترونية وتطبيقات محترفة تهدف إلى ترسيخ المحكمات:

من يتابع الساحة التقنية المعاصرة اليوم يدرك بلا شك ما نعيشه من ثورة في عالم الأجهزة الذكية وما صاحبها من تغيرات على جميع جوانب الحياة ثقافيًّا واجتماعيًّا وفكريًّا سواء بالنظر إلى الأفراد أو المجتمعات وسواء في ذلك الذكور أو الإناث ولم يختلف في ذلك الكبار عن الشبان والفتيان ومن هو أقل منهم.

وهذا يدعونا إلى الدخول في هذه المجالات والمشاركة فيها، ومن أهم القضايا التي يمكن أن نشارك بها في ذلك ترسيخ المحكمات فيها سواء بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أو صناعة التطبيقات التي ترسخ المحكمات سواء بشكل مباشر برسائل تذكيرية أو تنبيهات صوتية بآياتها وفقهها أو غير مباشر بحيث ترسخ المحكمات.

ومن الأفكار العملية المهمة في هذا الباب إنتاج ألعاب الكترونية جذابة منافسة لما هو مطروح في سوق الألعاب الالكترونية ترسخ المحكمات.

14. إنتاج قصص مصورة وبرامج كرتونية ترسخ المحكمات:

القصص المصورة والأفلام الكرتونية من أكثر الأشياء تأثيرًا، ومن ينكر ذلك فهو كمن أعمى عينه عن الشمس في رابعة النهار؛ فقد أثبتت الدراسات أنه يصل أثرها على الأطفال إلى 95%!، كيف لا والطفل يشاهد التلفاز من أربع إلى خمس ساعات يوميًّا إذا كان في أسرة معتنية به، وأما غيرهم فإلى تسع ساعات يوميا!([11])، ومعلوم أن ما يتلقاه الطفل في طفولته له أعظم الأثر في تكوين شخصيته وبناء فكره وثقافته([12]).

وإذا عرفنا ذلك كان من المهم جدًّا الدخول في هذا العالم وتكوين وإنتاج البرامج الهادفة وصناعة المحتوى الذي يعزز من قيمة المحكمات ويرسخها في نفوس النشء خاصة.

15. عمل برامج تلفزيونية ولقاءات مسجلة مع المختصين في المحكمات:

البرامج التلفزيونية وحلقات اليوتيوب اليوم أصبح لها دورها في صناعة الوعي وترسيخ الحقائق، ومن المهم جدا في هذا الإطار كفكرة عملية عمل برامج وحلقات متخصصة في ترسيخ المحكمات وبيان فقهها مما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة، ومن أهم المميزات لمثل هذه البرامج بالإضافة إلى كونها سريعة الانتشار وواسعة الجمهور ولا يتوقف عنده حدود بلدان أو أطر أزمان أنها تبقى شبه خالدة يستفيد منها الناس على مر الأزمان، وكم من الأبحاث والدراسات استفادت اليوم من كثير من البرامج الحوارية التي قد تكون ضئيلة الجمهور حين نشرها ثم استفاد منها عامة الناس في أزمان لاحقة.

16. إنتاج أفلام ومسلسلات تستهدف ترسيخ المحكمات:

 الأفلام والمسلسلات أصبحت جزءًا من حياة كثير من الناس اليوم يقضون فيه الساعات، وأثرها لا يخفى على ذي لب عاقل اليوم، وفي ذات الوقت أصبحت مزرعة لفلاحي الفلسفة والأفكار الباطلة المنحرفة أكثر منها الصحيحة، فلقد أصبحت الفلسفات والمذاهب الفكرية تروَّج وتقدم لعامة الناس في أطباق من ذهب من خلال الأفلام والمسلسلات، وهو ما يجعل لزامًا علينا السعي في هذا المضمار لترسيخ الحقائق والدعوة إلى الدين الحق الذي أنزله الله إلينا، ومن ذلك ما نحن بصدد الحديث عنه وهو المحكمات، فمن المقترحات المهمة جدا عمل الأفلام والمسلسلات الهادفة المنافسة لما هو مطروح في الساحة الإعلامية بحيث ترسخ المحكمات في نفوس مشاهديها.

الخاتمة:

أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتمسك بالمحكمات واللجوء إليها عند المدلهمات، وقمن بالعاقل الفطن اللبيب أن يحرص على تعلمها وتعليمها وترسيخها ونشرها بين أهله وذويه وفي مجالسه ومنتدياته وفي مواقعه وصفحاته وحساباته وكل وسيلة ممكنة؛ ففيها الهدى والنور والسراج يوم يلتبس الحق ويخفت السراج.

وما في هذه المقالة من أفكار هي نتاج عصف وبحث ولا شك أن ما كان كذلك فهو قابل للزيادة والنقصان والحذف والإضافة والتعديل.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

1.   أفلام الرسوم المتحركة وأثرها على الطفل المسلم في المملكة العربية السعودية، فاطمة أبو ظريفة، بدون دار طباعة.

2.   تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999م.

3.   جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

4.   خطورة الرسوم المتحركة اليابانية (الأنميات) على العقيدة، عمار أعظم، بحث مقدم للمؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي، غير مطبوع.

5.   درء تعارض العقل والنقل، ابن تيمية، تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم، الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية، 1411 هـ - 1991م.

6.   صيد الخاطر، ابن الجوزي، بعناية: حسن المساحي سويدان، الناشر: دار القلم – دمشق، الطبعة: الأولى 1425هـ - 2004م.

7.   الغزو الفكري في أفلام الكرتون، أحمد نتوف، دار نحو القمة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1428ه – 2007م.

8.   فتح القدير، للشوكاني، الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى - 1414هـ.

9.   المحكمات صمام أمن الأمة وأساس الثبات، حاتم العوني، بحث منشور ضمن سلسلة دعوة الحق كتاب محكم، برعاية الإدارة العامة للإعلام والثقافة برابطة العالم الإسلامي، طبع عام 1432هـ.

10. المحكمات في الشريعة الإسلامية وأثرها في وحدة الأمة وحفظ المجتمع، عابد السفياني، الناشر: المجلة العربية للدراسات الأمنية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1419هـ.

11. الموافقات، للشاطبي، المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، الناشر: دار ابن عفان، الطبعة: الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م.

12. النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن الكريم، محمد بن عبد الله دراز، الناشر: دار القلم للنشر والتوزيع، طبعة مزيدة ومحققة 1426هـ- 2005م.



([1]) تفسير ابن كثير ت سلامة (2/ 6).

([2]) ومن الكتب التي تطرقت لها: المحكمات صمام أمن الأمة وأساس الثبات، حاتم العوني (45).

([3]) المحكمات في الشريعة الإسلامية وأثرها في وحدة الأمة وحفظ المجتمع، عابد السفياني (ص:34 وما بعدها).

([4]) درء تعارض العقل والنقل (1/ 66).

([5]) درء تعارض العقل والنقل (1/ 66).

([6]) جامع البيان (6/ 170) بتصرف.

([7]) النبأ العظيم، محمد عبد الله دراز (ص: 150).

([8]) صيد الخاطر، ابن الجوزي (ص: 115).

([9]) فتح القدير للشوكاني (1/ 360).

([10]) الموافقات (3/ 305) بتصرف.

([11]) الغزو الفكري في أفلام الكرتون، أحمد نتوف (ص:10)، وينظر: أفلام الرسوم المتحركة وأثرها على الطفل المسلم في المملكة العربية السعودية أ. فاطمة أبو ظريفة (ص: 6).

([12]) خطورة الرسوم المتحركة اليابانية (الأنميات) على العقيدة، عمار أعظم (ص: 4).


المرفقات

  • {{__('blog.Noattachements')}

Comments

Leave a comment

Blog categories

عربة التسوق

Loading...